طباعة

الواقع التعليمي لا يُرضي والسؤال: «لماذا نتعلم»؟

Posted in التعليم

school-kidsالصورة قاتمة، حتى في الدول الصناعية،. ففي فرنسا، «لم يعد أولادنا يعرفون... التفكير»، على ما ورد في كتاب أثار جدلاً في الأوساط التربوية ولا يزال، لأنه يرثي النظام التعليمي، وهناك أيضاً يعاني الطلاب مشكلات على المستوى النفسي، نتيجة سوء أوضاعهم. وفي دراسة نفّذتها مصلحة «تعاضد الطلاب» وشملت 9228 شاباً وشابة بين 18 و28 سنة من العمر، تبيّن أن 15 في المئة سبق أن فكّروا في الانتحار، طوال عام خلا، («لوموند» الفرنسية، 8 الجاري).
وردّت الدراسة الأسباب إلى ضغوط الدرس وقلّة الاهتمام بأوضاعهم في المدارس، ولكنّها لم تتطرّق إلى الأسباب الذاتية أو أنها لم تدلِ بها.

لكن، يبدو أن تسرّب التلامذة من المدرسة (في سنّ مبكّرة) والتوجّه إلى العمل هو الآفّة التي يعانيها الواقع التعليمي في بلدان كثيرة: ففي الولايات المتحدة 30 في المئة متسربون والسبب الرئيس هو «الملل» (!). وأسباب التسرّب لا تحصى، لكنّ الواضح أن كثيراً من التلاميذ المتسرّبين يعرفون ماذا يفعلون: ينقذون أنفسهم من انسداد الأفق. وفي كندا، قال أحد الباحثين أن المراهق الذي يتسرّب ليعمل، لا يكون، بالضرورة، يتهرّب من الدرس، إنما من الواقع. فهو يعيش، ربما، مع والدين عاطلين من العمل وهم من حملة الشهادات. ويمكن أن يقررّ العودة إلى الدراسة بعد وقت.

لكن هذه المرونة، لا نشهدها في الدول العربية، خصوصاً تلك التي تعصف بها أزمات وتقضّها حالات متقطّعة من اللا-استقرار. فالتسرّب فيها، في معظم الأحول، إلى غير رجعة.

أبو علي رجل في مقتبل العمل، يعمل ميكانيكي سيارات في أحد شوارع بيروت. رأى جاره مشغول البال فقال له ليهدّئه: «يا استاذ هذا البلد ليس بلد علم». وأثبت قوله هذا بنجاح ولديه في العمل والحياة بعد تسرّبهما من المرحلة المتوسطة، «الأول يعمل ميكانيكياً والثاني سائق سيارة أجرة. ولدى كل منهما منزل وعائلة وأولاد». وقصد الرجل أن هذا البلد (أي لبنان) هو بلد «الواسطة» التي يحتاج إليها حامل الشهادة قبل غيره. الحال التعليمية في لبنان ومصر حسنة، على ما يبدو، تثبتها بعض الأرقام التي تلحظ مشكلات أيضاً. ولكن كيف نردّ على أرقام «الواقع» (أو أرقام أبو علي) التي تشير إلى نجاح أيضاً.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed