ماذا حدث للفلاح المصرى ؟
وأصبحت المآتم فرصة للتباهى وإظهار القدرة المادية والمكانة الإجتماعية , حيث تقام السرادقات الضخمة وتذبح العجول أو الأبقار أو الجمال وتقدم المشروبات , ويأتى الناس من كل حدب وصوب لإظهار المكانة الإجتماعية للمتوفى وأسرته .
وانتشرت فى القرية عادة التصييف وهى عادة جديدة عليها لم يعرفها الآباء والأجداد من قبل ربما بسبب جو القرية المعتدل وطبيعتها الجميلة , وقد أصبح القرويون يصيفون كل عام , ويضعون ميزانية خاصة لهذا الأمر ربما لا يتحملونها .
وقد يقول قائل بأن هذه التغييرات هى من صميم التطور والتغيير فى الحياة فليس معقولا أن تسير الحياة فى المجتمع القروى أو المدنى على وتيرة واحدة دون تغيير , وهذا صحيح فالحياة بطبيعتها متغيرة , ولكننا دائما ننظر إلى التغيير : هل هو فى الإتجاه الإيجابى البنّاء ؟ هل هو فى اتجاه تأكيد الخصوصية وتقوية الإنتماء ؟ هل هو فى اتجاه النمو الإفتصادى والإجتماعى والثقافى ؟ .. أم أن التغييير ضد كل هذا ؟
يبدو أن التغيير فى حياة الفلاح المصرى قد حدث فى ظروف سياسية غير مواتية جعلت هذا التغيير يأخذ شكلا استهلاكيا ترفيا مغتربا فرديا أنانيا , وهذا ما يدعو للقلق ويحفز للمراجعة والتصحيح والإصلاح .
المصدر : www.elazayem.com
- << السابق
- التالي