طباعة

تأملات في حوادث العنف المجتمعي

Posted in المجتمع

ولن تحلها عدة مقالات هنا أو برامج (طق حنك) هناك , بل تحتاج إلى إصلاح سياسي حقيقي يتيح تبادل السلطة من خلال انتخابات حقيقية غير مزورة تأتي بأناس يختارهم الشعب وينتمون إليه وبالتالي يعملون على تحقيق مصالحه وتحسين أحواله وتكون أعينهم مصوبة نحو رضاه ورعايته وحل مشاكله حلولا حقيقية لا حلولا فهلوية أو تلفيقية . وحين يتحقق ذلك تتم السيطرة على الفساد الذي توحش وأصبح مستفزا للجميع , وهنا فقط يصبح الطريق ممهدا لعودة العدل الغائب , ولعودة الشعور بالإنتماء للوطن وللناس , وتتاح الفرصة للحوار الصحي والإيجابي بين كل الفئات وعلى كل المستويات , وتعود الثقة المفقودة بين الناس والسلطة المنتخبة , ويصبح التصالح المجتمعي ممكنا , ويصبح السلام والأمان هدفا واقعيا يسعى الجميع لتحقيقه . وفي هذا الجو الإيجابي تلتفت الحكومة ومعها الجمعيات الأهلية (المخلصة وليس الباحثة عن الجهات المانحة) إلى الفئات الهشة في المجتمع من الفقراء والمعدمين والمهمشين فتمد لهم يد العون وتساعدهم على تجاوز وتحمل الضغوط الحياتية وتمدهم بمهارات الحياة اللازمة وتهئ لهم مسكنا مريحا ودخلا معقولا وتعليما هادفا ومرتبطا باحتياجات سوق العمل . ويتم في هذا الجو الدفع بالعلماء العاملين المخلصين ليعلموا الناس جوهر دينهم القائم على الإيمان العميق , وعلى المحبة والتسامح , والرحمة والرفق واللين والصبر والرضى , والتكافل الإجتماعي , ومراعاة حرمة النفس البشرية بل ومراعاة حرمة الحيوان والنبات والجماد , ومقاومة الإستبداد والظلم والتزوير والتزييف وأكل حقوق الشعوب . وفي مجتمع مستنير كهذا سيتم التعامل مع الإضطرابات النفسية بوسائل علاجية طبية فعّالة بعيدا عن النصّابين والدجالين والمشعوذين ومخرجي السحر والجان , وهذا سيؤدي إلى تعافي الحالات النفسية التي ربما تكمن وراء عدد غير قليل من حوادث العنف الأسري بالذات دون أن ينتبه إليها أحد . ربما يكون كل هذا حلما رومانسيا يراود كاتبا محبطا في لحظة صدق وأمل , وربما يعلن القائمون على البرنامج (أي برنامج) – كالعادة – التحول عن موضوع العنف المجتمعي نظرا لضيق الوقت والإنتقال إلى فقرة التجميل .

 

المصدر : www.elazayem.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed