طباعة

الشباب و المؤسسة الحزبية جدل الإدماج و التهميش

Posted in الثقافة


وفضلا عن ذلك فهو في كثير من الأحيان مجرد منظمات صورية يتجاذبها جدل الإدماج والتهميش، تحظى بالرعاية أحياناً ويحيق بها القمع والإقصاء أحياناً أخرى !! فليس هناك ما يفيد بأن الشباب لدينا يخرج عن هذه المفهومات في عرف أحزابنا،وحتى الفترات القليلة التي يصير فيها "سيد الموقف" و"مدلل" الهياكل السياسية، فإنها تظل محكومة بالمصالح والمتغيرات التي يفرزها المشهد السوسيوسياسي.
آلية الإدماج! إن استراتيجية الإدماج تهفو أساساً إلى احتواء الفعل الشبابي وتلافي ثورته المحتملة، فالنظم الوطنية في مرحلة ما بعد الاستقلال وجلاء الاستعمار اتجهت إلى كف مبادرة الشباب وتهدئة ثورتهم واحتواء نشاطهم وقد عبر هذا التوجه عن نفسه من خلال سياسية الترغيب والترهيب ومحاولة احتوائهم في منظمات صورية تابعة لها ولهذا يهرع كل حزب منذ البدء إلى تفريخ منظمات شبابية موازية تبجح باهتمامها بالشباب وانشغالها بقضاياه وهواجسه المركزية.
ولهذا يبقى حضور الشباب في المؤسسة الحزبية، مرتهنا بجدل خاص يتأسس على الإدماج والتطبيع والتهميش كآليات مركزية تؤطر الاشتغال الظاهر والخفي لهذه المؤسسة ويتمثل الموقف الإدماجي في سعي الأحزاب الحديثة لاحتواء الشباب وتأطيره في منظمات وقطاعات موازية أو بالأحرى موالية للشيوخ المتحكمين بزمام الأمور! وبالطبع فالإدماج الحزبي للشباب لا يتخذ طابع الديمومة، بل يعرف فترات الذروة مثلما يعرف فترات الانتكاس وكل ذلك ارتباطا بمصالح واستراتيجيات" الشيوخ"!!
إن الأنساق الفرعية في النظام السياسي تعمد إلى الاشتغال بآلية الإدماج في محاولة منها لمقاومة الانقراض، وسعيا منها إلى تأكيد الحضور وضمان الاستمرارية، ، فالتجاذب الذي يبصم المركز (شيوخ، مكاتب تنفيذية )والهامش (قطاعات موالية، منظمات شبابية) تجد في الإدماج منهجاً فاعلًا لتأطير التقاطب ومحو علامات الخروج والتحرر، وهكذا يتم إدماج الشباب في هياكل الحزب ويتم أيضا إدماج قضاياهم ومشاكلهم في صلب الفرن الداخلي للأحزاب لأجل إبراء الذمة وتحقيق المشروعية المهددة أو المفتقدة!
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed