طباعة

الشباب و المؤسسة الحزبية جدل الإدماج و التهميش

Posted in الثقافة


إذن ما الذي سيؤطر علاقة الشباب بهذه المؤسسة المركبة؟ ما الذي سيجنيه من مؤسسة تنضبط لخلفيات متناقضة فيها الأسطوري والواقعي، الحديث والتقليدي، المقدس والمدنس وما إلى ذلك من ثنائيات المجتمع المزيج على حد قول بول باسكون!
في العرف الحزبي !!
إن الداعي إلى القول بالعرف الحزبي وليس بالقانون أو الدستور الحزبي يتحدد بامتياز في سبب عدم وضوح الخطوط الإيديولوجية لمؤسساتنا الحزبية، وأيضاً بسبب احتكامها إلى العرف و اللامؤسس في تفاعلها مع المتغيرات السوسيوسياسية، بحيث يصير اتفاق سري غير منصوص عليه قانوناً مؤطراً لتجربة سياسية لسنوات عدة، مثلما يغدو عقد مؤتمر مصيري مرتبطاً بمصالح شيخ الزاوية/زعيم القبلية. إن أهمية الأحزاب السياسية لا ترجع فقط إلى البرامج التي تطرحها أو إلى عدد المنتسبين إليها، بل بالدرجة الأولى إلى طبيعة تنظيمها فكلما كان التنظيم مبنيًا على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص كلما كان الحزب أكثر قوة و ابتعاداً عن الاحتلال والاختلال، وبالطبع فالتنظيم الجيد يمتح مباشرة من الخط الأيديولوجي المؤطر للفعل السياسي، ذلك أن هناك ميزتان أساسيتان للحزب السياسي في محتواه الحديث والحداثي:إيديولوجيا متماسكة وتنظيم فعال .
ولهذا كله نتساءل عن معنى ما للشباب في العرف الحزبي؟ وما الذي يعنيه هذا الجيل بالنسبة لأعراف القبلية وأنظمة الزاوية؟!
إنه مجرد خزان انتخابي، إنه مجرد جيش احتياطي يتم استقدامه إلى القاعات الكبرى لتأثيثها أثناء اعتلاء الشيوخ لمنصات الخطابة!! وإنه في النهاية مجرد كلمة أو كلمات يتم تدبيجها بإتقان في الخطابات التي تتبجح باهتمامها بالشباب وقضاياه! وهذا يعود أساساً إلى كون الأحزاب في العالم الثالث مجرد أحزاب مشوهة بمعنى أنها ليست أحزابًا بالمعنى العلمي السليم لهذا المصطلح، وأنها أحزاب هزيلة الإيديولوجية وهذا ما يدعو إلى التساؤل بمرارة، هل يجوز لنا اعتباطا الحديث اليوم عن العقل السياسي المؤطر للفعل الحزبي ؟ وهل ثمة خلفية إيديولوجية يتوكأ عليها الفاعل الحزبي في اشتعاله ؟ ففي ظل واقع حزبي مشوه يظل التعامل مع الشباب مشوها أيضا ومفتقدا للمصداقية والمشروعية.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed