طباعة

الشباب و المؤسسة الحزبية جدل الإدماج و التهميش

Posted in الثقافة


الظاهرة الحزبية!
لمقاربة هذه العلائق الممكنة والمستحيلة بين الشباب والحزب يتوجب علينا بدءاً مساءلة هذه المؤسسة وتفكيكها لفهم آليات اشتغالها في رحاب المجتمع المغربي، لأن السوسيولوجيا وكما يقول ماكس فيبر يجب أن تكون علماً لفهم النشاط الاجتماعي في مختلف مظاهره وتحولاته إن الحزب السياسي ما هو إلا جماعة أو مجموعة من المواطنين تنشد مؤازرة الشعب لممارسة السلطة –بصورة مباشرة أنه تجمع من أجل امتلاك السلطة في شروط زمانية ومؤسساتية معينة فهو مفهومه النبيل يمثل قوة ضاغطة تسعى من خلال الصراع السياسي وتعبئة الجماهير إلى الاستئثار بالسلطة في أفق بناء مشاريع وسياسات تنموية لفائدة الشعب، فهل يتعالى في حقلنا السياسي من تعددية حزبية يراهن واقعياً على بلورة هذا المفهوم النبيل . إن التشريح السوسيولوجي لظاهرة الحزبية مغربيا يقود إلى الاعتراف بالامتداد القبلي والبدء الزاوياتي كما يقول نور الدين الزاهي، ويتراءى هذا المعطى الجينالوجي في طرائق الفعل والحضور في المشهد المجتمعي.وإذا كانت الأحزاب في دنيا "الآخر " قد ارتبطت من حيث النشأة بمخاضات المجتمع الرأسمالي، فإن ظهورها لدينا ارتبط أساسا بفترة الاستعمار والمطالبة بالاستقلال، الشيء الذي جعلها تحمل كثيراً من بصمات هذه المرحلة سواء على المستوى الرمزي أو المادي. بل إن أحزابنا اليوم وبعد مرور حوالي نصف قرن على جلاء الاستعمار، فإنها مازالت تستثمر الرأسمال الرمزي لتلك الفترة في مواجهتها لما يعتمل حاليا في الواقع المغربي.
إلا أن ذلك كله لا يمنع من القول بأن الظاهرة الحزبية المغربية ذات جينات زاوياتية وقبلية تلوح بقوة في الكثير من أنماط الفعل والتفاعل، وما الأساليب التي يتم بواسطتها إعداد المؤتمرات – ما حدث بمكتب الصرف مؤخرا – وما تفرزه من هياكل مؤسسية، إلا تأكيد فعلي على أننا حيال قبائل حزبية ليس إلا، وما فتح المقرات الحزبية أمام المعطلين والمحتجين – في محاولة لإبداء التضامن إلا تكرار مفضوح لما كانت تقوم به الزوايا الطرقية، عندما كانت تشرع أبوابها في وجه من تقطعت بهم السبل، ومن يرغبون في الوصول إلى درجة القطبية انطلاقاً من ثقافة الشيخ والمريد.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed