البوابة
عرض موجز لعادات النجاح الفردي والمؤسسي
وتنمو علاقات "انفع نفسك وانفع الناس" من الإيداع غير المشروط في حساب الثقة. ومن ناحية أخرى، يتم تدمير العلاقات عن طريق السحب المستمر من حساب الثقة. التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" هو صورة ذهنية للتعامل الإنساني. وينبع التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من مكارم الأخلاق: الاستقامة، والنضج، وعقلية الوفرة. وهو ينبثق من العلاقات التي يوجد فيها درجة عالية من الثقة، وتتجسد في الاتفاقات التي توضح وتدير التوقعات والإنجازات بفعالية. ويمكننا ممارسة التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من خلال أربعة أركان: (1) مكارم الأخلاق، (2) العلاقات، (3) اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" و (4) النظم والعمليات.
وتركز الدورة التدريبية "العادات السبع: عادات الناس ذوي الفعالية العالية" على البعدين الأول والثاني. أما اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" والنظم والعمليات فيتم تغطيتها بالكامل في البرنامج التدريبي "الأدوار الأربعة للقيادة."
يمتلك أصحاب شخصية "انفع نفسك وانفع الناس" الاستقامة والنضج وعقلية الوفرة. الاستقامة: الناس ذوو الاستقامة صادقون في مشاعرهم وقيمهم ومبادئهم. عقلية الوفرة: الناس الذين يتمتعون بعقلية الوفرة يؤمنون بأن هناك من الخير ما يكفي الجميع. النضـج: الناس الناضجون يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم بشجاعة مع مراعاة أفكار ومشاعر الناس.
العادة 5: احرص أولا على أن تفهم الناس، ثم أن يفهموك
لكي تقوم بتشخيص حالة إنسان ما أو موقفه أو مشكلته تشخيصا صحيحا، عليك أن تمارس الاستماع التعاطفي أولا. قبل تقديم النصيحة لشخص ما، علينا أن نحدد دوافع أو ظروف أو حالة هذا الشخص أولا. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار الوقت والجهد الضروريين لممارسة "التشخيص قبل العلاج." فالطبيب الماهر يقوم بتشخيص المرض قبل أن يقدم وصفة بالعلاج. والمهندس يحدد القوى والضغوط المرتبطة بالأرض والتضاريس والمواد قبل تصميم الجسر.
يستمع الناس بدرجات مختلفة. الاستماع جزء مهم، لكنه للأسف يتعرض للإهمال في عملية الاتصال. ومعظم استماعنا يحدث عند المستويات الأربعة الأولى (التجاهل، التظاهر بالاستماع، الاستماع الانتقائي، والاستماع بانتباه). أما الاستماع التعاطفي، أي المستوى الخامس، فهو المستوى الوحيد الذي يسمح للمستمع بالتشخيص والفهم السليم للطرف الآخر.
الاستماع التعاطفي ضروري وحيوي تحت ظروف معينة. الاستماع التعاطفي مهم دائما، لا سيما في الظروف التالية: عندما يحمل التفاعل شحنة عاطفية وانفعالية قوية؛ عندما تكون العلاقة متوترة أو الثقة غير متوافرة؛ عندما نكون غير متأكدين من فهم الآخرين لنا؛ عندما تكون المعلومات معقدة أو غير معروفة لنا؛ عندما نكون غير متأكدين من ثقة الشخص الآخر بفهمنا له.
الاستجابة النابعة من السيرة الذاتية تحول بيننا وبين الفهم الصحيح. عندما نستمع إلى الآخرين نميل إلى غربلة ما نسمعه من خلال خبراتنا وتجاربنا. إذ تشكل خلفياتنا وتاريخنا أدوات فرز نابعة من سيرتنا الذاتية. نقوم بتفسير كلمات ومشاعر الناس لكي تناسب آراءنا وخبراتنا وتجاربنا. وعندما نجيب على ما قالوه فإننا في الحقيقة نقوم بإخبارهم بما كنا سنفعله لو كنا في مكانهم. لكننا لا نخبرهم بما يجب أن يقوموا به.