الأعراض الجسمية نفسية المنشأ في الطب النفسي
وأما بالنسبة لعلاج هذه الحالات فإن مضادات الكتئاب الحديثة تفيد في عدد منها وهذه الأدوية تعمل كمضاد للقلق والتوتر إضافة لكونها مضاد اكتئاب . وفي حالات الخوف من الأمراض والخوف من تشوه الجسم تفيد مضادات الاكتئاب من زمرة مضادات السيروتينين على اعتبار أن هذه الحالات مرتبطة بطيف الاضطراب الوسواسي القهري . كما تفيد المهدئات في بعض الحالات الأخرى . ويلعب العلاج النفسي الداعم والمشاورة النفسية والعلاج السلوكي دوراً مفيداً في عدد من هذه الاضطرابات . وكذلك يفيد العلاج التأهيلي والإيحائي في حالات الاضطرابات التحويلية .
ولابد من الإشارة إلى أن الاضطرابات ذات الشكل الجسمي وغيرها من الأعراض الجسمية المرتبطة بالعوامل النفسية ربما تكون أكثر انتشاراً في بلادنا وفي المجتمعات النامية مقارنة مع الدول الأكثر تطوراً . ويعود ذلك إلى الاستعمال الشائع للجسد كلغة تعبيرية عن الإحباطات والآلام والمعاناة وطلب العون . ولعل لغة الشكوى الجسمية هي اللغة الأساسية للتفاهم بين الطبيب والمريض وبين المريض ومن حوله من الأهل والأصدقاء . حيث لاتزال اللغة النفسية والتعبير عن المشاعر وتفصيلها من الأمور غير الشائعة لأنها ترتبط بدرجة الوعي وأيضاً بعدد من الممنوعات التربوية والاجتماعية والثقافية . وهذا مايوضح صعوبة التعامل مع مثل هذه الحالات في كثير من الأحيان .وأيضاً يبين حجم المعاناة والآثار السلبية الكثيرة الناتجة عن حرمان هؤلاء المرضى من التشخيص المناسب ومن العلاج المناسب . كما يدعو ذلك إلى ضرورة زيادة وتعميق الوعي النفسي في مجتمعاتنا .
المصدر : www.hayatnafs.com
- << السابق
- التالي