طباعة

الأعراض الجسمية نفسية المنشأ في الطب النفسي

Posted in المجتمع

 

4- الاضطرابات النفسية الجسمية ( Psychosomatic disorders):

وتسمى أيضاً العوامل النفسية المؤثرة على حالات عضوية ( Psychological factors affecting physical conditions ). وفي هذه الحالات نجد المجال خصباً للتعرف على العلاقة القائمة بين النفس والجسد ، وقد تطور هذا الميدان الذي يبحث في عدد من الأمراض الجسمية وعلاقتها بالعوامل النفسية وحجم تأثيرها وكيفيته .. ولايزال الغموض كبيراً ولكن الاهتمام بهذا الميدان بدأ يزداد بشكل ملحوظ ، وفي الوقت الحاضر لدينا كمية هائلة من المعلومات والتفاصيل التي تتعلق بعدد من الأمراض الجسمية الشائعة.. ولاتزال الأبحاث مستمرة .

وهذه الأمراض الجسمية تشمل : اضطرابات القلب والأوعية الدموية : ومنها ارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب وانسدال الدسام التاجي . وأيضاً الاضطرابات التنفسية : وأهمها الربو والحساسية الصدرية وفرط التهوية . وفي الأمراض الهضمية : لدينا مرض تشنج القولون وتهيجه ( القولون العصبي) وداء كرون ، والتهاب القولون القرحي والقرحة الهضمية . وفي الاضطرابات الجلدية : الحكة وفرط التعرق والحساسية . وفي أمراض الغدد الصماء : الداء السكري وهبوط السكر وفرط أو نقص نشاط الغدة الدرقية وأيضاً الغدة نظيرة الدرقية . وغير ذلك من الاضطرابات مثل تناذر ماقبل الدورة الشهرية وألم أسفل الظهر وغيره.

وتختلف الدراسات حول تحديد المراض الجسمية التي يمكن للعوامل النفسية أن تؤثر فيها، وبعضها يعتبر العديد من الأمراض المناعية ضمن هذا المجال مثل داء المفاصل الرثواني وداء الصدفية الجلدي .

والدراسات الحديثة تضمنت أبحاثاً عديدة حول السرطانات وأثر العوامل النفسية في اضطراب المناعة المؤدي إلى ظهور الأورام الخبيثة ، وأيضاً حول أثر العوامل النفسية في تحسنها واختفائها ، ولاتزال الدراسات في بداياتها .

 

5- اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي ذات المنشأ النفسي ( Psychogenic Autonomic disorders):

وهي تعني وجود تغيرات فيزيولوجية في عدد من أعضاء وأجهزة الجسم التي ترتبط تشريحياً بالجهاز العصبي الذاتي غير الإرادي مثل القلب والمعدة والأمعاء والمثانة . وتلعب العوامل النفسية في إحداث اضطرابات وأعراض جسمية محددة في هذه الأعضاء . مثل: ازدياد النبض الجيبي ( Sinus tachycardia) واضطرابات نظم القلب الأخرى السليمة. وأيضاً انقباض المعدة ، وازدياد حموضتها ، والفواق ( Hicough) ، والإسهال العصبي ، وصعوبة التبول وتكراره ، وغير ذلك .

وبعض هذه الاضطرابات السابقة يمكن تصنيفها ضمن الاضطرابات ذات الشكل الجسمي إذا ترافقت مع أعراض نفسية محددة . وبعض الباحثين يعتبر هذه الاضطرابات مستقلة.

كلمة أخيرة:

لابد من التأكيد على فحص المريض جسمياً وإجراء الفحوصات والاستقصاءات الضرورية قبل اعتبار أن الأعراض هي نفسية المنشأ ..وكثير من الأطباء يوضح للمريض أنه سليم ولايوجد لديه مرض عضوي .. ولايرضي ذلك المريض عادة لأن الأعراض الجسمية موجودة فعلاً وليست خيالية او مصطنعة ( إلا في حالات الاضطراب التصنعي ) ، وهذا مايجعل المريض غاضباً أو غير متعاون . ومن الأفضل تقديم الشروح والتفاصيل حول تعريف المرض الجسمي وتوضيح أن المريض يشكو من التوتر والإجهاد الذي يؤثر على أعضاء الجسم وعلى أدائها الطبيعي ، وأن هذا الاضطراب في حد ذاته اضطراب واقعي وهو يحتاج للعلاج المناسب .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed