البوابة
علم نفس قرآني
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) (2/216)
وهو يقاتل ثابت القدم أمام الموت وهو يتذكر قول المولى عز وجل:
(ايمنا تكونوا يدر ككم الموت ولوكنتم في بروج مشيدة) (4/78)
(قل أن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم) (62/ 8)
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) (3/ 145)
وهو لا يحسد أحداً ولا يغبط أحداً بل هو مشفق على الناس مما هم فيه من غفلة- يقول له قلبه:
( إلا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) (3/ 196)
( أنما نملي لهم ليزدادوا أثما " (3/ 178)
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها أن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور)( 57/ 22-23)
(قل لن يصيبه إلا ما كتب الله لنا) (9/ 51).
و ثمرة هذه الآيات عند المؤمن بها هي السكينة والهدوء النفسي واطمئنان البال.
( إلا بذكر الله تطمئن القلوب) (13/28)
ومثل هذا المؤمن كلما ترك شهوة من شهواته وجد عوضا لها حلاوة في قلبه مما يلقى من التحرر الداخلي من إغلال نفسه ومما يجد من النور في بصيرته.
والتوحيد يجمع عناصر نفسه ويوحد اتجاه مشاعره نحو مصدر واحد للتلقي، فهو لا يخاف إلا واحدا ولا يطمع إلا في واحد، ولا يتقي إلا واحدا، ولا يتقرب إلا لواحد، فيؤدي هذا التوحيد إلى أثر تركيبي في بناء الشخصية فلا تتوزع مشاعره ولا تنقسم نفسه ولا تتشتت همته.
ذلك هو علم النفس القرآني وما يصنع في تربية النفوس.
فماذا قدم علم النفسي الفرويدي من جديد.
الإحساس بالذنب رآه فرويد مرضا والتوبة نكوصا وقمع الشهوات كبتا والندم تعقيدا والصبر على الأذى بروداً.