طباعة

الحظ - هل هو واقع أم وهم؟

Posted in الثقافة


إن فكرة الحظ تتنافى والمنطق السامي للأمور، فمعاذ أن يعرف نظام الحياة العشوائية، وحاشى للعدل الالهي أن يكون ظالماً. ففي النظام هناك نتيجة ينطوي وراءها سبب، او "سبب ومسبـّب" كما تشرح علوم الايزوتيريك في ضوء مفهوم قانون الفعل وردة الفعل الذي يجيب عن كل تساؤل ويجلي كل غموض في هذا السياق. هذا القانون هو بإيجاز قانون السبب والنتيجة، قانون الثواب والعقاب ما يعني أن أعمال الإنسان هي السبب في ما يصيبه من خير أو شر، من سعادة أو شقاء، من صحة أو مرض، وحتى من حظ أو لاحظ!

لا يبدو أن للحظ وجوداً في قاموس الحياة وقانونها. فحتى علوم الرياضيّات وبالتحديد فرعَيْ الإحتمال والإحصاء (Probability & Statistics)، تبرهن لنا بالمعادلات العلميّة الحسابيّة، أن نتيجة أحجار النرْد لا تعرف الحظ! فعلوم الرياضيات تشرح بأننا حين نرمي حجريْ نرْد أو أكثر، لعدّة مرّات، تتبع نتيجة الأرقام التي نحصل عليها في كلّ رميّة معادلةً او نمطاً معيناً يُعرف بمنحنى غوشن (Gaussian Curve)... بالتالي حتى نتيجة أحجار النرد ليست عشوائيّة كما يسود الاعتقاد...

كلّ شيء في الطبيعة يسير بحسب نظام لا يعرف الفوضى، بدءاً بحركة الشمس والكواكب، وصولاً الى الفصول الأربعة، ومروراً بنبض الحياة في الكيان الانساني؛ فلا بد اذاً لأحداث حياتنا أن تتتالى بموجب نظام التطور في الوجود ولهدفٍ معيّن يخص كل فرد، كما يخص البشرية ككل... والمفتاح الى ذلك هو الصدق مع النفس في مواجهة الحقائق في تفاصيل حياتنا اليومية... ففهم هذه المعادلة كفيل بتحويل الحياة الى رحلة ممتعة من البحث والإكتشاف، وإن تخلـّلها التحدي الذي لا بدّ منه لشحذ الطموح، وترسيخه في النفس...

 

المصدر : www.mnaabr.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed