طباعة

الحسين بن علي بن سينا

Posted in الثقافة

وقد قيل عن ابن سينا "ولقد كانت قيمتُه قيمةَ مفكِّر ملأ عصرَه ... وكان من كبار عظماء الإنسانية على الإطلاق".

ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أنَّ ابنَ سينا كان أوَّلَ من تَحدَّثَ عن الهواء الفاسد وإمكانية نقله للأمراض؛ وهذه إشارةٌ منه إلى وجود عوامِل مُمرِضة تنتقل بالهواء (وهي ما تُعرَف في أيَّامنا هذه بالجراثيم).

كما وصف ابنُ سينا عضلات العين وصفاً صَحيحاً حين قال: "وأمَّا العضلُ المحرِّك للمقلة فهي ستُّ عضلات، أربعٌ منها في جوانبها الأربع فوق وأسفل والمآقيتين، كلُّ واحد منها يحرِّك العينَ إلى جهته، وعضلتان إلى التَّوريب وهما يَقومان بالاستدارة، ووراء المقلة عضلةٌ تدعم العصبَ المجوَّف".

ويتكلَّم ابنُ سينا على الأثر المفيد للرِّياضة فيقول: "الرياضةُ هي حركةٌ إرادية، تضطرُّ إلى التنفُّس العظيم المتواتر ، والموفَّق لاستعمالها على جهة اعتدالها في وقتها به غناءٌ عن كلِّ علاج تقتضيه الأمراضُ الماديِّة والأمراض المزاجية التي تتبعها وتحدث عنها ...".

وكتابُه "القانون" كتابٌ نَفيس في الطبِّ، جَمعَ فيه ما عرفه الطبُّ القديم، وما ابتكره هو من نظريَّات واكتشفَه من أمراض، وقد جمعَ فيه أكثرَ من سبعمائة وستِّين عقاراً مع أسماء النَّباتات التي يُستحضَر منها العقار. وقد بحثَ ابنُ سينا في أمراض كثيرة أهمُّها السَّكتةُ الدماغية، والتهابُ السَّحايا والشَّلل العضوي، والشَّلل الناجم عن إصابة مركز في الدماغ، وعدوى السُّل الرِّئوي، وانتقال الأمراض التناسلية، والشُّذوذ في سلوك الإنسان والجهاز الهضمي. وميَّز مغصَ الكلى عن مغص المثانة، وكيفيَّة استخراج الحصاة منهما، وهو أوَّل من وصفَ التهاب غشاء الجنب وصفاً دقيقاً، وفرَّق بينه وبين التهاب الرئة وخُراج الكبد. كما كان أوَّلَ من وصفَ التهاب السَّحايا الحاد، وفرَّقَ بينه وبين التهابات السَّحايا الأخرى؛ وأوَّل من اكتشف الفرقَ بين الإصابة باليرقان النَّاجِم من انحلال كريَّات الدم واليرقان النَّاجِم من انسداد القنوات الصفراوية. ويُعدُّ من أوائل الأطبَّاء الذين اهتمُّوا بالمعالجة النفسيَّة وأثرها في الآلام العصبيَّة ومرض العِشق كما يُسمِّيه. وكثيراً ما كان يمارس هذه المعالجاتِ النفسية، ويطبِّقها على كثير من مرضاه.

قالَ عنه البروفسور جورج سارتون* George Sarton "ابنُ سينا أعظمُ علماء الإسلام، ومن أشهر مَشاهير العالميين ... إنَّ فكرَ ابن سينا يُمثِّل المثلَ الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى".

وقال السِّير ويليم أوسلر** Sir William Osler عن كتاب القانون لابن سينا "إنَّه كانَ الإنجيل الطبِّي لأطول فترة من الزمن".

*ويليم أوسلر (1849-1919 م) طبيبٌ كندي، يعدُّ واحِداً من أعظم رموز الطبِّ في العصر الحديث، وقد وُصف بأنَّه أبو الطبِّ الحديث.

**جورج سارتون (1884-1956 م) صَيدلانِيٌّ ومؤرِّخ بلجيكي، يعدُّ مؤسِّسَ علم تاريخ العلوم.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed