البوابة
الإدارة العصرية وجامعة المستقبل
منهج الادارة على المكشوف ينمى روح الولاء والالتزام التى تحفز اخلاص العاملين فى تأدية وظائفهم ورغبتهم الصادقة فى انجاح الجامعة. وبذلك يمكن القول بان منهج الادارة على المكشوف يعمل على اخراج الطاقات الكامنة لدى العاملين. وليس هناك غرابة فى ذلك وذلك لان الانسان يدعم كل شىء قد شارك فى انجازه ويزداد هذا الدعم اذا اتصف انجازه بالابتكارية والإبداع.
يعالج منهج الادارة على المكشوف ازمة الثقة المتعلقة بحجب المعلومات بين العاملين والاساتذة والادارة. وعندما يثق القائمون على العملية التعليمية فى الادارة الجامعية، يقل التوتر والصراع المخفضان للإنتاجية، وعندما تثق الادارة الجامعية فى القائمين على رسالة الجامعة، تقل تكلفة انظمة الرقابة الرسمية وغير الرسمية التى اصبحت متعددة لدرجة جعلت الخوف يهدد العمل الجامعى فى العديد من أبعاده. خاصة البعد الذى ينمى قيمة وثقافة الديمقراطية فى الاجيال المقبلة من خلال القدوة داخل الحرم الجامعى. كذلك فان الثقة تحقق سرعة وجدية تقديم الخدمة الجامعية كما تقلل من تكلفة أنظمة الأشراف والمراقبة.
يزكى منهج الادارة على المكشوف مربع التحفيز المكافآت- العمل الممتع-التقدير- المشاركة. وتخلو المناهج الاخرى من اهم اضلاع هذا المربع خاصة التقدير والمشاركة.
ان الادارة بالرؤية المشتركة تخلق بيئة عمل يسودها المناخ الديمقراطي الذى لم يصبح خيارا مطروحا للمستقبل ولكنه اصبح ضرورة حيوية لرؤية هذا المستقبل. وذلك لان تصوير الواقع باكثر من منظار واكثر من زاوية لمن افضل اساليب القاء الضوء على المستقبل، وبالطبع لا يمكن تحديد الاهداف بدقة دون رؤية مستقبلية دقيقة، وفى ذلك نصف المعالجة.
يعمل أسلوب الادارة بالرؤية المشتركة على إسقاط الحواجز المعنوية بين الجهازين التنفيذى والادارى، وذلك يرفع من مستوى وكفاءة عملية الاتصال التى تعتبر الجهاز العصبى فى مؤسساتنا الجامعية. ان الحواجز المعنوية قد تخفى ورائها اشكالا اخرى من الحواجز التى قد تفيد فى انضباط شكل العملية التعليمية دون الوصول الى عمق مضمونها.
حيث ان الادارة بالرؤية المشتركة تعنى التفويض والتمكن فى اعلى صورهما وعليه فهى تعمل على مستويين: الاول هو محاولة الاستفادة من الامكانات القائمة للأفراد، والثاني هو العمل على اخراج وتوليد الطاقات الكامنة داخل الافراد. وفى ذلك يتميز هذا الاسلوب عن الاساليب الادارية الاخرى، بما فى ذلك اسلوب الادارة بالاهداف والذى يركز فقط على المستوى الاول. ويجب ان ندرك هنا ان اسلوب الجزرة والعصا المتبع فى منهج الادارة بالاهداف اسلوب منقوص للتحفيز حيث لايفيد التحفيز المادى الذى يفتقر الى التحفيز المعنوى، فالانسان مخلوق عاطفى تسعده كلمات التقدير والامتنان حينما يحقق انجازا او اداء متميزا.
ان الادارة بالرؤية المشتركة تجعل جامعة المستقبل تعطى قيمة كبيرة للتغيير فى محتوى ووسائل العمليات التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع الى الدرجة التى تجعل التغيير جزءا من ثقافة الجامعة. وهنا يجب التنويه على ان الوضع القائم اوالراهن (status quo) يمثل شبكة الامان لبعض القيادات التى تجهل قيمة التغيير والمخاطرة، ولهؤلاء نقول: انه ليس هناك امان فى هذا العالم… هناك فرص لن نجنى ثمارها الا اذا خاطرنا لاستغلالها.