وعندما عادت المعلمة في محاولة منها بإقناع هذه الطالبة بأن هذا ليس صحيح ، تساءلت كيف تبرر لهذه الطفلة بأن (عمر ابن الخطاب) توفي منذ أكثر من 1367 سنة وإنه لم يقتل قطتها ولم يكن هو المتسبب في موتها وإن ما قيل عنه إنما هو كذب وافتراء عار عن الصحة.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، وكما يُقال:"التربية في الصغر كالنقش على الحجر" فإذ كان الأساس تربية صالحة صادقة بعيدة عن الكذب وتلفيق التهم والأكاذيب وخلق قصص لا تمس للواقع بصلة كان لهذا النشء أن يكون لبنة صالحة في المجتمع وفي أسرته وإذا كان غير ذلك فلا يستطيع البناء عليه ويكون ممن يعتمدون الكذب والتلفيق وتدلس الحقائق في حياتهم اليومية بكل أعمالهم وهذا ما يذكرنا به الشاعر بقوله : "وينشا ناشا الفتيان فينا كما قد كان عوده أبوه". ولاشك بان على الوالدين مسؤولية كبيره لأن بيدهم الأساس الذي تقوم عليه شخصية الإنسان لقوله صلى الله عليه وسلم (معلم البشرية وخير مربي لها) " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فلنحسن تربية أبنائنا ونغرس في نفوسهم صادق الأفعال ونربيهم على القيم الحميدة الفاضلة واحترام الأخلاقيات ومنها قول الصدق والعمل به والاتزان في الحكم على الأمور بمنظور الحيادية يقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) ولا نبرر لهم القيام بأعمال منافية للواقع بأي حجة من الحجج ومهما كانت الغاية التي نسعى إليها فتربية الإنسان دون قيم حميدة وأخلاقيات فاضلة تربية فاسدة غير صحيحة وعواقبها وخيمة سواء على الفرد نفسه أو على أسرته أو على مجتمعه.
المصدر : www.saaid.net