سيكولوجية النصب والإحتيال
4 – الطمع : فكل إنسان يريد أن يحصل على أقصى ما يمكن , وأن يتفوق على أقرانه في الإمتلاك والملكية , وأن يتباهى بما لديه , وأن يشعر بالأمان كلما تضخمت ثروته (أو يوهم نفسه بذلك) . وحين تستعر غريزة التملك لا يمكن أن يطفئها مال , فهناك اثنان لا يشبعان : طالب علم وطالب مال , ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى ثالثا , ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب .
5 – نمط الحياة : كأن تكون لدى النلاس شراهة استهلاكية تدفعهم للتورط في شراء واقتناء أشياء كثيرة تفوق قدراتهم فيضطرون للإقتراض ثم للنصب , وربما للسرقة أو الإختلاس أو حتى القتل . أو يكون الشخص من المقامرين أو المدمنين حيث تزيد الحاجة للمال عما تتيحه فرص الكسب الطبيعي . أو تكون لدى الأشخاص رغبة في الظهور بمظهر الثراء أو الكرم الزائد كنوع من المباهاة الإجتماعية .
6 – ضعف القوانين وبطء التقاضي : مما يمنح النصّاب فرصة للإستفادة من ثغرات القوانين ومن يأس الناس من الحصول على حقوقهم عن طريق القضاء
7 – شيوع قيم الفهلوة واعتبارها نوعا من المفهومية والشطارة والذكاء
ولكي نرى جريمة النصب في المجتمع المصري , وندرك خطورة شيوعها وانتشارها , ثم نتحدث عن علاجها فلابد أن نرى جذورها وتشعباتها ومكافئاتها المختلفة , فنرى مبكرا جريمة الغش في الإمتحانات , ونرى جريمة الوساطة والرشوة , ونرى جريمة تزوير الإنتخابات , ونرى جريمة اغتصاب السلطة , فكلها جرائم متصلة يكمن خلفها الكذب وسلب الحقوق والعدوان على الآخر والتلذذ بنهبه , ولا يمكن علاج النصب في الأموال دون تنقية وتنظيف الضمير ثم المجتمع من كل هذه الإنحرافات الأخلاقية والسلوكية , والتي يتورط فيها مجرمون تقليديون في بعض الأحيان , ويتورط فيها مجرمون غير تقليديين ذوي ياقات بيضاء ومراكز برّاقة في أغلب الأحيان , وهذا الفريق الأخير هو ما يطلق عليه السيكوباتي المهذب .
المصدر : www.elazayem.com
- << السابق
- التالي