طباعة

حيرة مريض نفسى بين الطب والغيب

Posted in المجتمع

ولو أن الحق سبحانه وتعالى أبطل السحر قبل أن يقع .. لقالوا لو أن السحر لم يبطل لكان لنا معه شأن آخر .. ولكن الله سبحانه وتعالى شاء أن يستعان عليه بالسحر والجان .. وأن تسحر عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما سحرت عينا موسى من قبل – ثم يدله الله جل جلاله على مكان السحر ليبطله . على أن السحر الذى تعرض له رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان من نفس نوع السحر الذى تعرض له موسى عليه السلام وهو سحر التخيل الذى يؤثر على العين وحدها ولايؤثر على العقل أو القلب ولاباقى أعضاء الجسم ..وإن كان الله قد أعطى بعض خلقه القدرة على الاستعانة بالشياطين فى إيذاء البشر .. فإنه قد احتفظ لنفسه سبحانه وتعالى بإذن الضر .. وطلب منا أن نستعيذ به من السحر " ( الشعراوى 1990 ) . يقول تعالى :

" وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " ( البقرة 102 )

وهذا الحديث – كما ذكرنا - قد بنى عليه كثير من الناس أفعالا لا يقرها الله ورسوله فأصبح هناك قوم وظيفتهم عمل السحر وفك السحر وزاد روادهم من العامة وبعض الخاصة بحجة أن السحر ورد في القرآن وورد في الحديث وزاد من خبثهم أنهم يخرجون ما يدعون أنه سحرا محاط ببقايا شعر لكي يشبه ما ورد في الحديث .

ولو تأملنا الأمر جليا لوجدنا أن الرسول e حين سحر توجه إلى ربه ولم يتوجه إلى عراف فدله الله عليه أي أن المسألة نوع من الوحي والكشف الخاص بالرسول e وقد نهانا e في أحاديث صريحة ( سنذكرها لاحقا) عن الوقوع في خطأ العرافة والكهانة طلباً لفك السحر أو دفع الحسد أو إخراج الجن .

وقد ورد السحر فى كتاب الكبائر للامام الحافظ شمس الدين الذهبى على أنه الكبيرة الثالثة ( بعد الشرك بالله وقتل النفس ) . وعن على ابن أبى طالب رضى الله عنه قال : " الكاهن والساحر كافر " ( الكاهن الذى يدعى معرفة الغيب ، والساحر يدعى التأثير فى الأحداث وتغيير القدر ، وكل هذه أباطيل ) ( الذهبى 673-748هجرية ) . وعن أبى موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لايدخلون الجنة : مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بسحر " ( رواه الامام أحمد فى مسنده ) .

وعن بجالة بن عبدة أنه قال : " أتانا كتاب عمر رضى الله عنه قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " ( رواه البخارى ) ، فالسحرة يشيعون الفتنة والهلع فى نفوس الناس كما أنهم يشيعون التفكير الخرافى الذى جاء الاسلام لمحاربته .

ويقول الشيخ الشعراوى فى حكم السحر : " إن الذى يستعين بالسحر انما يستعين بقوة أكبر من قوة الانسان .. واستعانته به تحدث خللا فى المجتمع البشرى .. تماما كالذى يملك مسدسا وسط مجموعةمن الذين لايملكون سلاحا .. فان قوته تغريه على الظلم وعلى البطش . ولذلك فقد حرم الله الإستعانة بالسحر ، واعتبره نوعا من الكفر ، لأن الساحر يعتقد أنه بذاته وعلمه يستطيع أن يسيطر على غيره فى الكون "

( الشعراوى 1990 ) .

وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا يارسول الله وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التى حرم الله الابالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولى يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " ( متفق عليه ) . أنظر كيف جاء السحر بعد الشرك مباشرة لما فيه من الحرمة الشديدة ، فلا يتعلم السحر مؤمن ، وقد جعل الله السحر فتنة لمن أراد أن يتبدل الكفر بالايمان وما له فى الآخرة من خلاق ( موزه 1990 ) .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed