طباعة

مستقبل الكتاب

Posted in الثقافة

booksيحتل موضوع القراءة والوسط الذي يستخدمه الكلام المقروء، الورق المطبوع أو الأقراص المدمجة أو شاشة الحاسوب أو المادة التي نتلقاها من الإنترنت أو الشريط المسجل المسموع، اهتماماً متزايداً هذه الأيام في الصحافة والإعلام والمؤسسات الأكاديمية. وقد انتقل النقاش حول دور الكتاب الورقي، ومصيره كوسيط أساسي من وسائط القراءة ظل يتربع على عرشه منذ اختراع المطبعة، من أوساط الناشرين والكتاب والمهتمين بتكنولوجيا المعلومات إلى الصحافة والجامعات والمتخصصين في فهرسة الكتب.

. ولا يمر يوم إلا وتتساءل الصحافة عن مصير الكتاب المطبوع، وإمكانية استمرار هذا الوسيط بصفته شكلاً لتوصيل المعرفة اهتز عرشه بدخول العالم حقبة تكنولوجيا المعلومات والأقراص المدمجة والإنترنت بحيث يكون في مقدورنا بضغطة واحدة على لائحة المفاتيح الموصولة بشاشة الحاسوب وشبكة الإنترنت أن نستحضر ملفات كثيرة محتشدة بالمعلومات والمواد التي تتعلق بموضوع بحثنا.

وعلى رغم كل ما نسمعه عن تراجع مكانة الكتاب المطبوع، وقرب حلول الوسائط التكنولوجية الجديدة محله، فإن المطابع ما زالت تقذف كل يوم، وفي معظم اللغات التي يستخدمها البشر، عدداً لا يحصى من العناوين الجديدة وكذلك من الطبعات الجديدة للعناوين القديمة. وهذا يعني أن الكتاب المطبوع لا يزال هو الشكل السائد من أشكال تقديم المعرفة والإبداعات الإنسانية، إذ أن الواحد منا لا يستطيع أن يتجول، طوال نهاره وليله، وهو يحمل حاسوباً موصولاً بشبكة الإنترنت؛ كما أن العلاقة الحميمة التي تربط القارئ بالكتاب المطبوع تقف عقبة حقيقية في وجه التهام التكنولوجيا لهذه الصيغة الورقية من صيغ نقل المعرفة.

تقول الروائية الأميركية يودورا ويلتي (1909 - 2001) في كتابها «بدايات كاتبة»: «لا أستطيع أن أتذكر لحظة في حياتي لم أكن فيها مشغوفة بالكتب؛ بها وبأغلفتها وشكل كعوبها وبالورق الذي طبعت عليه، وبرائحتها وثقلها بين ذراعي، بإحساسي بها وأنا أضمها». وتؤشر هذه العبارة على العلاقة الحميمة التي تقوم بين القراء والكتب التي يقرؤونها، وتفتح الباب على مصراعيه لتأمل ظاهرة اختفاء الكتاب في المستقبل في ما لو تم ذلك بتأثير عصر تكنولوجيا المعلومات وحلول الوسائط الجديدة لنقل المعلومات وتوفير المعرفة بديلاً عن الكتاب الورقي.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed