طباعة

قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟

Posted in الثقافة

quraanيقول تعالى في أول سورة الحجر:( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) وفي أول سورة يوسف:( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ*إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:1و2)، والمبين هو الذي يبينُ الحق من الباطل والحلال من الحرام، وهو معجزةٌ عقليةٌ إلى يوم الدين، ويتبع الحق سبحانه وتعالى ذلك البيان بالحضِّ على التعقل، وعبارة "..لعلكم تعقلون" تجيءُ في القرآن الكريم 5 مرات، وتجيءُ "أفلا تعقلون ..." 12 مرة،

 

وتجيءُ "..لقوم يعقلون" 7 مرات، إذن فالإسلامُ دينٌ يدعو إلى العقل والتعقل من أجل أن نكونَ جديرين بالكتاب المبين الذي أنزله المولى سبحانه وتعالى بلسانٍ عربي مبين، والإسلام دين يدعو إلى الفكر والتفكر.. فتجيءُ عبارةُ"... لعلكم تتفكرون" مرتان و"..لعلهم يتفكرون" ثلاث مرات وتجيءُ "لقوم يتفكرون...." سبع مرات، كيف يستقيمُ هذا الكلام مع حال العقول المسلمة اليوم؟؟؟؟ وهل يستقيمُ الإيمان بهذا الكلام الداعي إلى التعقل والتفكر مع عقولٍ ونفوس تستسهل أحاديث الخَرَّافة وتحبذُ القعود عن البحث أو استيراد العلم؟؟، وكيف يكونَ التعقلُ والتفكرُ أوامرَ إلهية واضحة يؤمنُ بها الناس وهم لا يؤمنون؟

دفعني لكتابة هذا المقال حديثٌ نبويٌّ شريف، قرأته في كتاب العلم في إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وهو: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء آلة وعدة وإن آلة المؤمن العقل ولكل شيء مطية ومطية المرء العقل ولكل شيء دعامة ودعامة الدين العقل ولكل قوم غاية وغاية العباد العقل ولكل قوم داع وداعي العابدين العقل ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ولكل أهل بيت قيم وقيم بيوت الصديقين العقل ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ولكل امرئ عقب ينسب إليه ويذكر به وعقب الصديقين الذي ينسبون إليه ويذكرون به العقل ولكل سفر فسطاط وفسطاط المؤمنين العقل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن المجبر وعنه الحارث. تخريج أحاديث الإحياء، الإصدار 2.07 - للحافظ العراقي0

دمعت عيناي وأنا أقرأ هذا الحديث، وشعرتُ أني عثرتُ على كنزٍ ضيعتهُ طويلا، إلا أنني عجبت لكيف يكونُ عندنا هذا الحديث ولا ندري به!، ثم قرأت حديث "ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي، وكذلك حديث:" أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل فأقبل، ثم قال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أشرف منك، فبك آخذ، وبك أعطي، وبك أثيب، وبك أعاقب" وإن كان إسناد الحديث الأخير ضعيفا.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed