وحفظ العقل، فهو روح الإنسان، وعصب حياته، وملَكُ جسده، فكيف يصيبه بأدنى شيء يحد من نباهته، ويقف حجر عثرة أمام تفكره وتدبره، فأحرى أن يحرّم كل من يجعله عبداً لشهوة زائلة، أو مطلب ليس له قيمة.
وحفظ المال، والذي جهد فيه نفسه، وأراد أن يجعله في عمارة حياته، وتربية أولاده، فكيف به يبدده، ويجعله عرضة لنزع البركة، وإبطال مفعوله في أعمال لا تليق بما استخلفك الله فيه.
وحفظ العرض، فلا ينبغي لإنسان أن يكشف ستر أخيه، ولا يجوز أن يخوض في عرضه وكرامته، فهذا خط أحمر لا ينتهك، وخطيئة ينبغي الوقوف عندها.
هكذا قدّم الإسلام الإنسان على البنيان، وهكذا ينبغي للمسلم أن يقدم ما قدّمه الله، وأن ينفذ تعاليم السماء، فهو لا يستطيع أن يعيش في أمن وأمان إلا باتباعه لهذه التعاليم، وتنفيذه إياها، فهي رسالة لكل من الراعي والرعية، أن عظّموا ما عظمه الله، ولا تهوّنوا ما أوصاكم الله به.
فالحاكم ينبغي أن يصب أهدافه وبرنامجه على هذا الأصل، فيهتم بتنمية رعيته، في كل المجالات، فلن تستطيع الأمة أن تنهض إلا بتنمية حقيقية لهذا الإنسان، والاهتمام به، وتقديم كل الخدمات لصالحه، فلم تنهض دول الإسلام إلا بذلك.
وعلى الرعية أن يعينوا الراعي في ذلك، فلا يستبيح المسلم دم أخيه، فقد حرم الله جسده، وجعله أكرم ما في الأرض، علينا أن تعتز بأنفسنا، علينا أن نعتني بأجسادنا وأرواحنا.
الإنسان قبل البنيان، قاعدة مطلقة لا تقبل التأويل، وهدف سام غال لا يقبل التأجيل.
المصدر : www.saaid.net