طباعة

الاغاثة الزراعية في مواجهة الحرب الاستيطانية

Posted in الثقافة

ومع انطلاق شارة البدء بتنفيذ المشروع حلت روح التفاؤل بأوساط واسعة من المزارعين وأصحاب الأراضي، وبدأ الأمل يكبر عندهم بان يأتي اليوم الذي يستطيعون فيه إقامة مزارع نموذجية، تخرجهم من حالة الفقر وتشعرهم بالاستقرار.. وقد جرى الانتهاء من تنفيذ المشروع بزمن قياسي– يعود للتعاون الوثيق بين مهندسي الإغاثة الزراعية وبين أعضاء اللجنة المحلية للمشروع– وفي مقدمتهم مندوبي جمعية طمون التعاونية للزراعات المحمية.. ووصلت المياه بالأنابيب إلى أراض لم تعرف الزراعات المروية أبدا، وفي غضون شهور قليلة أقيم على الأراضي الجديدة 435 بيت بلاستيكي أقامه المزارعون من أصحاب الأراضي ( وهذا إضافة إلى 65 بيت بلاستيكي كانت موجودة سابقا ) ليصبح اليوم في أراضي طمون حوالي 500 دونم من البيوت البلاستيكية، تتغذى جميعا وبشكل دائم ومنتظم من شبكة المياه التي أوجدها المشروع كما ورويت 500 دونم أخرى بالمياه، وبفضل دورات التدريب والتأهيل الملحقة بالمشروع، وبجهود حثيثة من قبل خبراء ومهندسي الإغاثة الزراعية، بدأت الأرض تنتج خيرات لم تنتجها سابقا– كالإعشاب الطبية، والبندورة العنقودية، والفلفل الملون، والتوت الأرضي، إضافة إلى كل أنواع الخضار الأخرى، والتي وجدت لها أسواقا في مناطقنا الفلسطينية وحتى داخل إسرائيل، الأمر الذي حقق للمزارعين أرباحا ممتازة، وشجعهم أكثر على تطوير زراعاتهم، كما وشجع جمعية طمون التعاونية للزراعات المحمية– التي تتولى الآن الإشراف على المشروع– جعلها تقوم بزيادة طول شبكة المياه ليصل طولها إلى 9 كيلومترات.
لقد أتاح المشروع الفرصة ل 300 عائلة من سكان بلدة طمون لتامين سبل عيشها المستدام، ومن بين تلك العائلات عائلات تتولى نساء أرامل وزوجات شهداء مسئولياتها الكاملة حيث يقمن بأنفسهن ومباشرة بالإشراف على مزارعهن الخاصة والعمل بها ويحققن لأبنائهن مصدر رزق كريم جيد بل وممتاز في كثير من الأحيان، وكذلك أتاح المشروع وتوابعه الفرصة ل 50 عاملا للعمل باجر حيث هناك اليوم مصنع للتعبئة وحوالي 8 شاحنات لنقل الإنتاج و 3 محلات تجارية لبيع الأسمدة والعلاجات الزراعية ..
وبقراءة أخرى للمشروع يمكن القول انه يعتبر نموذجا متقدما في مسيرة التنمية والعطاء وتحققت من خلاله جملة من الأهداف في مقدمتها المساهمة في حصار المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على أرضنا الفلسطينية قسرا.. حيث أن 250 عاملا من العاملين الدائمين في المشروع كانوا يعملون سابقا في المستوطنات الإسرائيلية وهم الآن قد تركوا ذلك العمل وعادوا للعمل بأرضهم محافظين على كرامتهم الوطنية ومصممين أكثر على النجاح.. وهذا يعني أن عدد العمال الذين كانوا يعملون من أبناء بلدة طمون في المستوطنات قد انخفض من 450 عاملا إلى 200 عامل فقط.. إن ذلك يعطي جوابا على السؤال الوطني الكبير كيف نوقف العمل في المستوطنات.. إن مشروع طمون يطرح البديل الممكن والواقعي للعمل في المستوطنات الأمر الذي من المفترض بالحكومة الفلسطينية وبسائر المؤسسات الأهلية وبالقطاع الخاص أن يفكروا بمثل ما فكرت به الإغاثة الزراعية وان يقيموا المشاريع الاقتصادية وخاصة الزراعية التي من خلالها يمكن حماية الأرض وتعزيز صمود الشعب وتقوية الاقتصاد الوطني وإيجاد حلول لآفة البطالة ولمشكلة العمل في المستوطنات.
ومن الجدير بالذكر أن الإغاثة الزراعية الفلسطينية وضعت الخطط– وهي الآن على وشك البدء بتنفيذ مرحلة جديدة من المشروع تشمل إيصال المياه إلى منطقة سهل عاطوف شرقي بلدة طمون وهو سهل خصب جدا تبلغ مساحته آلاف الدونمات يقع بمحاذاة مستوطنة بقعوت الإسرائيلية المقامة على ارض تابعة لبلدة طمون..
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed