طباعة

أين نحن منها ؟المبدأ والعقيدة والأسلام السياسي بمناسبة فوزالاسلاميين بمصر العزيزة

Posted in الثقافة

وهذا لا يتحقق الا في ظل حكومة حرة خالية من سيطرة المصالح الشخصية  وميثيولوجيا الدين.
فأسلام المسلمين واحد،وتشريعاتهم واحدة،وصلاتهم واحدة،وآذانهم واحد ،وحجهم للبيت الحرام واحد،وصوم رمضان والافطار واحد.فمن اين جاؤا لنا بهذه التعددية المذهبية الغريبة التي أوقعتنا في محنة الزمن والفرقة القاتلة وجعلتنا أذلة للأخرين. ألم يقل القرآن الكريم :( ان هذه أمتكم أمة واحدة  وأنا ربكم فأعبدون،سورة الانبياء 92). فمعنى ذلك ينبغي ان تكون الامة امة واحدة  متآخية ومتعاونة،لا كيانات متنازعة متقاتلة.ولا يجوز لأي جماعة ان تنصرف عن هذه الوحدة لاي سبب من الاسباب ،ولهذا قال الرسول(ص)  :(لا تجمع أمتي على ضلالة) اي ان اجماع الامة واجتماع كلمتها لا بد ان يكون خيراً. والا فلنتحول الى عقيدة اخرى تنقذنا من غرق الأفاكين.
ولو كلفت نفسك وعدت للمعاجم العربية وكتب التفسير وكتب الاصول، لوجدت نفسك امام خلط عجيب وواضح بين الشرك والكفر والاجرام،وأمام ثنائية غائمة لا تفرق بين المسلم والمؤمن،والاسلام والأيمان،وتجعل المسلمين مؤمنين والمؤمنين مسلمين والجميع اتباع محمد(ص). وهذا أكبر خطأ منهجي وقع به المفسرون والفقهاء منذ بداية التفسير للقرآن الكريم وقراءة السيرة النبوية العطرة. بينمايقول القرآن  عكس ذلك كما في الآية الكريمة :( ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات،الاحزاب 35). ويفهم من الآية أمرين ،الاول ان المسلمين والمسلمات شيء  ،والمؤمنين والمؤمنات شيء اخر،والثاني ان الاسلام يتقدم دائما على الايمان ويسبقه. بينما جاء التفسير معكوساً لجهلهم بالتأويل.
ولتلافي ما تنبأ به الرسول(ص)  من فتنة المستقبل  واستغلال سيرته لتفرق المسلمين ، قال عند دخوله مكة فاتحاً عهد الحرية كما جاءت في الدين ،ومنهياً عهد الشرك والأصنام فيها : ( أيها الناس لا تنقلوا عني غير القرآن حتى  لا يختلط كلامي بكلام الله ،(انظر الواقدي في المغازي،الطبعة الحجرية القديمة). فمن أين جاؤا لنا بألاف الاحاديث المختلقة على ما قالته  نقلة الحديث الأخرين. 
ان من يطلع على الاحاديث  التي نقلها لنا صحيحي البخاري ومسلم وبحار الانوار للمجلسي يعتريه العجب وكيف نقلوا لنا كل كبيرة وصغيرة عن الرسول وحولوها الى حديث،ولا ندري من أين جاؤا بمصادر التدوين ، والتدوين لم يبدأ الا في منتصف القرن الثاني للهجرة 150 للهجرة على عهد المنصور ) .وكل ما نقل تلاعبت فية ألسنَة المؤيدين للأمويين والعباسيين مغتصبي حقوق المسلمين في حرية ادارة الدولة وتنفيذ التشريع.وحتى السيرة النبوية التي كتبها ابن اسحاق المقرب من العهد النبوي مزقها ابن هشام لصالح الحاكمين حين كان يتصرف فيها على هواه . علينا اليوم ان ندرك  ان اصرار الحاكمين على الاسلام السياسي ماهي الانظرية خاطئة ومحرمة ليسودوا في حكم المسلمين ظلما وعدوانا  ولا يهمهم من يقتل او يشرد وها ترانا اليوم اصبحنا في اخر الصف من المتخلفين .
ونعود الآن الى المبدا والعقيدة فنقول : الكل اليوم يدعي النضال والحرمان والتشريد  والمظلومية وكأن القيادة  جاءت ثمنا للتضحية ،لا ان التضحية تأتي ثمنا لتحقيق العدالة بين الناس والمحافظة على حقوقهم وصيانة الاوطان.
لقد عانى الكثير من المخلصين من اعدائهم الكثير، لكن العقيدة  يهون دونها كل جهد وعناء .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed